يوم الجمعة الماضي لم يتمكن سائق حافلة النقل الخاصة بأحدى الشركات أن يمر بعربته عبر نهج الحبيب ثامر الضيق بوسط مدينة بنزرت بعد أن حاصرته سيارة متوقفة بطريقة عشوائية على جانبي الطريق وبعد محاولات عديدة تم التعرف على صاحبها الذي تلكأ في نقلها إلى مكان أخر متعللا بضرورة قضائه لشؤون مالية بفرع بنكي قريب ولم يخف تذمره من غياب مكان لعربته في المأوي المؤمنة.
ما حدث هو سيناريو ممجوج ومكرر لسائقي الحافلات العمومية والخاصة في ذات النهج وشكوى سائقي السيارات من صغر المأوي وغياب مناطق التوقف وسط المدينة أصبحت يومية خاصة أن المخطط المروري بالمدينة الذي يفرض عددا كبيرا من المسالك ذات الاتجاه الواحد يترك لهم خياران أحلاها مر الأول تعطيل الحركة المرورية لفترة بركن العربة حيثما اتفق والتعرض لخطر االشنقال ا ودفع الغرامة المالية وثانيها البحث المطول على مأوي في غياب العلامات الإرشادية إليها خاصة للقادمين من خارج المدينة.
ويتفاقم المشكل عند وقوف شاحنات التزويد والتزود أمام المغازات والمخابز فتتوقف الحركة المرورية تماما مثلما يحدث في ساعات الذروة الصباحية والمسائية إذ تضيق المدينة بمغادريها وقاصديها من الجهتين وتزيد أوجاع القنطرة الأمر سوءا مما يجعل سفرة إلى منزل جميل أو العالية شمال المدينة تستغرق أحيانا أكثر وقت من مثيلتها إلى جنوبها مثل ماطر ومنزل بورقيبة وهذه الأخيرة أصبحت تعاني كعاصمة الولاية من اكتظاظ مروري رهيب فرضه الانتصاب الفوضوي للباعة على طول سوق العصر وروافده ووقوف العربات عشوائيا دون حسيب أو رقيب في اغلب الطرقات.
ساسي الطرابلسي