
قضت في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأول الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بنابل بالإعدام شنقا في حق شيخ عمره 62 عاما من أجل تهمة القتل العمد مع سابقية القصد فيما قضت بالسجن مدة ثلاث سنوات في حق ابنته وهي فتاة تبلغ من العمر 22 سنة من أجل المشاركة في الجريمة وقضت بستة أشهر سجنا في حق متهم ثالث من أجل عدم الانجاد القانوني حسب ما أكده الأستاذ إمحمد حميد محامي المتهم الرئيسي في القضية لـ» الصباح».
وكانت منطقة بوكريم التابعة لمعتمدية الهوارية اهتزت يوم 3 أفريل 2018 على وقع جريمة قتل فظيعة راح ضحيتها شاب عمره 31 سنة كان اختفى في ظروف غامضة قبل ان يتم العثور عليه مدفونا في حفرة وانحصرت الشبهة في فتاة ووالدها تم الاحتفاظ بهما على ذمة الابحاث قبل ان تصدر في شأنهما بطاقتا ايداع بالسجن.
اعترلفات صادمة..
وقد ذكرت الفتاة صلب اعترافاتها بانها ارتبطت بعلاقة صداقة مع الضحية تطورت مع الأيام وتوطدت وتحولت الى علاقة «جنسية» حيث كان الضحية يتحين الفرص للقاء «عشيقته» التي كانت تواعده بمنزل والديها حيث تغتنم فرصة غياب والدها عن المنزل لتهاتف صديقها للقدوم الى المنزل لممارسة الجنس وتواصلت علاقتهما على ذلك الحال الى ان تفطن الأب الى تلك العلاقة فطلب من ابنته قطع علاقتها بالضحية الذي رفض الأمر وتمسك بـ»عشيقته» مما جعل الأب يفكر في «القصاص» منه و»قبره» الى الأبد.
دفنه حيا..
وضع الأب «سيناريو» لاستدراج الضحية الى حتفه الأخير باستعمال «الطعم» ألا وهو ابنته التي أجبرها على مجاراته في تنفيذ مخططه رغما عنها باعتبار أنه هددها بالانتقام منها في صورة رفضها وفي التاريخ المحدد لتنفيذ الجريمة اتصلت الفتاة هاتفيا كعادتها بالضحية وأعلمته بأن والدها غادر المنزل وطلبت منه الحضور لقضاء أوقات ممتعة كعادتهما فتوجه الى منزل «عشيقته» التي كانت بانتظاره بينما كان والدها متخفيا بمكان قريب من الغرفة التي جلسا بها وعند شروعهما في ممارسة الجنس باغتهما الأب الذي عمد مباشرة الى تعنيف الضحية وطلب منه الزواج من ابنته فعبر الضحية عن استعداده لفعل ذلك حينها قام الأب بشد وثاقه على مستوى يديه كما قام باغلاق فمه بواسطة لاصق وطلب منه التحول معه الى منزل ثان على ملكه وأعلمه أنه سيحتجزه هناك الى حين إحضاره من الغد لعدل اشهاد لابرام صداقه على ابنته فوافق الشاب على الأمر ورافق المتهم على متن دراجته النارية الى المنزل الثاني الذي يبعد قرابة الكيلومترين عن الأول.. رافقه وهو لا يعلم انه حفر له قبرا ليدفنه فيه وبوصولهما الى مكان الجريمة يبدو ان الضحية تعنت في البقاء هناك فعمد المتهم الى تعنيفه الى ان فقد وعيه ثم رماه في الحفرة التي أعدها للغرض ودفنه وهو حي وقفل راجعا الى منزله.
اتهام بالاغتصاب..
الفتاة وباعتبارها كانت على علم بمخطط والدها و»القبر» الذي أعده لـ»عشيقها» توجهت رغم تهديدات والدها للاستنجاد بالأجوار وأعلمتهم بما حصل وبما سيحصل ولكنهم رفضوا التدخل خوفا من بطش والدها فبقيت بانتظار عودته وبقدومه أعلمها بأن «عشيقها» اختفى الى الأبد وطلب منها التستر على الأمر.
المفاجأة
وأمام تأخر الضحية في العودة الى منزل عائلته واختفائه في ظروف غامضة قامت عائلته باشعار أعوان مركز الحرس باختفائه فصدرت في شأنه برقية تفتيش لفائدة عائلته وبتكثيف التحريات وسماع الشهود اتضح ان الضحية شوهد لاخر مرة بمنزل صديقته فتحول أعوان الحرس الى المنزل المذكور وبمحاولة الأعوان استفسار الشيخ وابنته حول مكان الضحية تمسكا بانكار رؤيتهما له أو علمهما بمكان اختفائه قبل ان تخر الفتاة وتعترف بتفاصيل الجريمة ولكنها رفضت الافصاح عن مكان دفنه ولكن وبفضل الكلاب المدربة أمكن لأعوان الحرس كشف مكان «القبر» الذي تم دفن الضحيه فيه.
حيث تم العثور عليه مدفونا في»حفرة» بالضيعة الفلاحية التي يملكها المتهم فأذنت النيابة العمومية بابتدائية نابل بفتح بحث في الجريمة كما تم نقل جثة الضحية لعرضها على الطب الشرعي وذهبت المتهمة أكثر من ذلك في اعترافاتها حيث اتهمت والدها باغتصابها في مناسبات عديدة.
اعتراف..
والد الفتاة هو شيخ معروف بتشدده الديني اعترف بتفاصيل جريمته وقام بعملية التشخيص لكل ما حصل وأكد أنه خطط لقتل الضحية وبأنه قام بحفر «حفرة « لدفنه فيها قبل تنفيذ الجريمة بثلاثة أيام لكنه فند اتهامات ابنته المتعلقة باغتصابه لها نافيا ذلك جملة وتفصيلا فيما لم يتمكن أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بمنزل تميم من سماع شهادة زوجة المتهم ووالدة المتهمة باعتبار أنها تعاني من مرض نفسي.
المحاكمة
وخلال محاكمته أمس الاول اعترف المتهم بجريمته ولكن نفى توفر نية القتل لديه أو تخطيطه للعملية مؤكدا بأن مناوشة كلامية اندلعت بينه وبين الضحية باعتبار أنه وجده مع ابنته تطورت إلى شجار عمد اثره إلى قتل الهالك.
وباعذار المتهم من قبل المحكمة طلب الحكم عليه بالإعدام.
◗ فاطمة الجلاصي