مجابهة العدوان المرتقب

ما حدث يوم أمس من تصعيد بين الفلسطينيين في قطاع غزة والكيان الصهيوني لم يكن سوى نتيجة حتمية لإصرار الكيان الصهيوني على انتهاج سياسة عدوانية منفلتة تقوم على ممارسة شتى أنواع الاضطهاد والانتهاكات في حق أبناء هذا الشعب العربي المحتل...
سياسة اتخذت طابع الابادة وارتكاب جرائم الحرب في أحيان كثيرة تحت أنظار المجموعة الدولية التي تستمر في التزام مواقف أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها متواطئة، ويبدو من الواضح من خلال منحى التصعيد الذي اتخذته في الآونة الأخيرة أن سلطات الاحتلال كانت تدفع باتجاه رد فعل كالذي حصل أمس لإيجاد المبررات لمغامرة عسكرية دامية أخرى في قطاع غزة.. مغامرة تتيح لها إعادة احتلال القطاع، كما أفصح عنه وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان شخصيا في تعليقه على القصف الذي تعرض له جنوب إسرائيل بصواريخ المقاومة الفلسطينية.
وهذا المخطط يبدو أنه بالفعل بصدد الانجاز وهو ما يفرض على الدول العربية وبالخصوص تلك التي تستطيع الفعل والتأثير سواء باعتبار موقعها في خارطة المواجهة أو ارتباطها بعلاقات ديبلوماسية مع الكيان الصهيوني بحكم إبرامها اتفاقات سلام معه، أن تخرج من سباتها وتتحرك التحرك المطلوب.. التحرك الذي يعيد عقارب الساعة للدوران بالاتجاه الصحيح ويشعر هذا الكيان بأن التعويل على حالة الوهن والضعف الحالية التي أصابت العالم العربي، بفعل الانتفاضات والثورات وتبعاتها، للإجهاز على القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة والمعترف له بها بمقتضى القرارات والقوانين الدولية، لا يمكن أن يتحقق وسيبقى مجرد سراب وأضغاث أحلام.
محمد الطوير
إضافة تعليق جديد