جهاز الاستعلامات يحذر من اغتيال سياسي ورجل أعمال!


قالت مصادر أمنية مطلعة لـ«الصباح» ان جهاز الاستعلامات أطلق في الايام الأخيرة وبصفة متواترة عدة تحذيرات من سعي عناصر متشددة دينيا لتنفيذ سلسلة من العمليات الارهابية سواء الخاطفة او الكبرى في بلادنا في محاولة يائسة لبث الفوضى وتقويض النظام العام وفك الحصار المضروب عليها خاصة في الجبال، وجلب الانظار اليها مجددا واستعادة المبادرة، بعد الضربات الأمنية التي تلقتها وانتهت بالكشف عن عدة خلايا وايقاف مئات المشتبه بانتمائهم لتنظيم إرهابي بينهم عدد من القيادات والعناصر الخطيرة، والقضاء على عدد من المتخفين في الجبال، إضافة لخسارتها للحاضنة الاجتماعية التي كانت تمثل نقطة قوة لها قبل اعوام. وكشفت ذات المصادر أن جهاز الاستعلامات حذر في إشعارات متتالية خلال الايام الاخيرة من امكانية استهداف سياسيين معروفين على الساحة بينهم رئيسان لحزبين سياسيين ورئيس لكتلة برلمانية وسياسي ورجل اعمال بالساحل وتحديدا في جهة سوسة اضافة لاعلامي معروف بتحاليله السياسية وظهوره التلفزي، مشيرة الى ان كل هذه الوجوه السياسية والاعلامية تحظى بحراسة أمنية مشددة.
استهداف بنوك..
وأكدت ان الارهابيين يسعون لزعزعة الأمن العام بمخططاتهم سواء الفردية بواسطة ذئاب منفردة تقوم بعمليات طعن او دهس لعناصر امنية او بواسطة مجموعات قليلة العدد، حيث كشف جهاز الاستعلامات ايضا عن وجود مساع لتنفيذ عمليات احتطاب خاصة بالمناطق القريبة للجبال التي يتحصن فيها ارهابيو ما يعرف بتنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وداعش تستهدف المؤسسات المالية والبنكية اضافة لهجمات تستهدف المصالح الاجنبية في تونس. ووفق مصادر امنية اضافية فان الارهابيين يخططون ايضا لشن هجمات ارهابية على المصالح الاجنبية في تونس وخاصة الفرنسية منها، حيث حذر جهاز الاستعلامات من امكانية وجود مخططات للاعتداء على المصالح الفرنسية بتونس المتمثلة اساسا في القنصليات والمدارس والمركز الثقافي على خلفية نشر رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
تسلل ارهابيين
التحذيرات لم تتوفق عند هذا الحد بل تواصلت لتشمل ايضا الدعوة الى اخذ الحيطة والحذر من امكانية تسلل ارهابيين من الجزائر الى تونس عبر المرتفعات لدعم الارهابيين في جبال القصرين وجندوبة وسيدي بوزيد والكاف وامكانية تسلل ارهابيين تونسيين او أجانب من ليبيا الى تونس سواء عبر مسالك غير قانونية او حتى عبر نقاط العبور القانونية بولايتي مدنين وتطاوين بجوازات سفر مزيفة بهدف تنفيذ عمليات ارهابية داخل التراب التونسي.
واكدت مصادر «الصباح» ان المصالح الأمنية لديها المعلومات المحينة حول كل التهديدات والتحركات المشبوهة للارهابيين والمتغيرات والمستجدات داخل هذه المجموعات التي تعيش احباطا شديدا بعد الضربات الامنية الاخيرة آخرها القبض على القيادي الخطير بما يعرف بتنظيم القاعدة حمزة النوالي وهي تحاول لملمة جراحها واثبات وجودها، مشددة على ان مصالح الامن والحرس الوطنيين تولي مسألة تركيز النسيج الأمني المناسب والاستنفار الاهمية البالغة لاحباط اي اعتداء او هجوم وهو ما يفسر احباط الهجوم الارهابي على مركز الامن الوطني بالقصبة خلال الشهر الفارط.
مئات الموقوفين
إلى ذلك واصلت قوات الأمن والحرس الوطنيين بدعم احيانا من الوحدات العسكرية عملياتها الوقائية المناهضة للإرهاب في كامل تراب الجمهورية تحسبا لأية أعمال إرهابية وذلك بتعقب الخلايا او العناصر التكفيرية النائمة والعناصر المفتش عنها والمطلوبين في قضايا إرهابية ممن تواروا عن الأنظار أو المشتبه بهم وتحيين وضعيات المتشديين، والكشف عن العناصر المتشددة غير المعروفة امنيا. هذه العمليات النوعية وبعضها استباقية سبقتها عمليات استخباراتية دقيقة مكنت خلال العام الفارط من الكشف عن حوالي 35 خلية ارهابية جلها تنتمي لما يعرف بتنظيم داعش الارهابي والقبض على اكثر من ألف عنصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم ارهابي بعضهم محل تفتيش للمصالح الامنية والقضائية اضافة الى القضاء على تسعة عناصر ارهابية وحجز اسلحة وذخيرة ومتفجرات، على ان تتواصل هذه المجهودات لمكافحة هذه الظاهرة والتصدي لكل من تخول له نفسه العبث بالأمن القومي.
◗ صابر المكشر
إضافة تعليق جديد