بنزرت: خماسية المشاريع الوهمية


أكد المدير الجهوي للتجهيز زهير العزعوزي يوم الاحد الماضي بأن اشغال تهيئة قسم التوليد بمستشفى بنزرت التي تبلغ كلفتها 6 مليون د ستنتهي خلال شهر مارس 2021 ويأتي التصريح ردا على الانتقادات الواسعة التي تعرض لها المشروع الذي اعتبر احد رموز فشل التدخلات العمومية في الخماسية الاخيرة حسب تقييم المرصد الجهوي للمشاريع العمومية بولاية بنزرت وبلدياتها في حين يكشف الواقع ان اغلب المشاريع الكبرى المبرمجة في ولاية بنزرت متعثر بدرجات مختلفة .
مشروع تطهير بحيرة بنزرت..
المال موجود والانجاز مفقود
يوم 10 جوان 2015 صادق مجلس نواب الشعب على اتفاقية قرض بقيمة 40 مليون اورو الممضاة يوم 19 ديسمبر 2013 بين الجمهورية التونسية والبنك الأوروبي للاستثمار و الذي سيخصص لتمويل جزء من مشروع متكامل لإزالة التلوث من بحيرة بنزرت و ستوزع قيمته حسب مقاييس محددة على الديوان الوطني التطهير و مصانع الفولاذ و تكرير النفط و الاسمنت المنتصبة على ضفاف البحيرة لتمكينها من تقليص و معالجة كميات النفايات الصلبة و الغازية و السائلة التي تنتجها و التي تهدد الوضع البيئي في معتمديات بنزرت الشمالية و الجنوبية و منزل جميل و جرزونة و منزل بورقيبة و تينجة و ماطر و العالية اين تجاوزت نسبة المصابين بأمراض نفسية او سرطانية 35 بالمائة حسب احصائيات كتابة الدولة للتنمية المستدامة الصادرة يوم 10 جويلية 2014 مما يبرز اهمية المشروع الذي حظي باهتمام واسع منذ اعلان اللجنة الجهوية المكلفة الشروع في انجازه مطلع سنة 2013 و تأكيد ممثلة وزارة البيئة المكلفة ببرامج إزالة التلوث الصناعي «انه قد تم التعرف على واقع البحيرة و مصادر التلوث والنظر في الحلول الفنية للقضاء على تلك المصادر و انه سيتم التنسيق مع بقية الوزارات و الأطراف المتدخلة حتى لا يعرف المشروع اية تعطيل « لكن لأسباب غامضة لم ينطلق المشروع سنة 2013 مما دفع ممثلة الإدارة الفنية للبنك الأوربي لمطالبة الهياكل الإدارية بتسريع الانجاز فأجابها كاتب الدولة للبيئة و التنمية المستدامة - أثناء يوم إعلامي حول المشروع المندمج لتحسين الوضع البيئي ببحيرة بنزرت احتضنته محمية اشكل في 22 افريل 2014 - بإعلان انطلاق المشروع رسميا في جانفي 2015 ..
في النهاية تم تدشين المشروع يوم 1 نوفمبر 2016 بعد ان ارتفعت كلفته من 197 م د الى 220 مليون د لكن الاشغال الميدانية لم تنطلق بعد رغم اهميته بالنسبة للسكان المحليين و قلق الاتحاد الاوروبي الذي عقد سفيره يوم 13 ماي 2020 جلسة عمل حول الموضوع مع وزير البيئة ..
مشروع الوصلة الثابتة.. 08 سنوات من الانتظار
في مارس 2016 اكدت الادارة العامة للجسور و الطرقات ان اشغال الوصلة الثابتة التي ستربط بين مدينة بنزرت و الطريق السيارة مرورا بالضواحي الشرقية ستنطلق منتصف سنة 2018 موعد عدلته وزارة التجهيز في 15 اكتوبر 2017 لتعلن تأجيل الانجاز الى الثلاثية الرابعة من سنة 2018...ثم بشر مستشار رئيس الحكومة المكلف بالإصلاحات الاقتصادية يوم 30 افريل 2019 بان مشروع بناء القنطرة الجديدة ببنزرت او ما يعرف بالوصلة الثابتة سينطلق في جوان 2019 و هو اجل لم يحترم بل شهد صدور الاوامر المنظمة لعملية اقتناء الاراضي الواقعة على مسار الوصلة في الرائد الرسمي وقد تكفلت حينها الدولة التونسية بصرف كل التعويضات المقدرة قيمتها بأكثر من 45 مليون دينار في اطار مساهمتها في المشروع الممول من البنك الافريقي للتنمية بقيمة 122 مليون اورو و البنك الاوروبي بنفس الظرف المالي. ..
و بعد سنة من الانتظار المشوب بالتوجس من الغاء المشروع في ضل انتشار وباء الكورونا اعلن زهير العزوزي المدير الجهوي للتجهيز ببنزرت يوم 16 حوان 2020 تحديد قائمة اولية من 10 شركات يمكنها انجاز مشروع القنطرة الجديدة البالغة تكلفته الاجمالية 750 مليون دينار حسب اسعار الصرف الحالية و حسب المتحدث فان العرض قد جلب 57 عطاء من شركات مختلفة لانجاز المشروع الذي كانت تكاليفه لا تتجاوز 480 مليون د سنة 2013 و ارتفعت الى 750 م د نظرا لتدهور سعر صرف العملة المحلية وارتفاع اسعار مواد البناء و البيروقراطية الادارية و ما رافقها من سجال في مجلس الشعب اضافة الى المشاكل العقارية و تعنت عدد من المواطنين الذين رفضوا مبدأ التعويض المباشر و الى حد اللحظة لا يمكن التسليم بتاريخ نهائي لانطلاق الاشغال فضلا عن موعد التسليم النهائي الذي يرتبط بمدى جدية الادارات المركزية و الجهوية على انجازه بعد 08 سنوات من الانتظار كابد خلالها متساكنو بنزرت و ضواحيها الشرقية كل انواع العذاب على الجسر المتحرك الذي تتالت اعطابه و اصبحا معطلا للتنمية المفقودة اصلا في الجهة ...
واضافة الى السابق تشمل الاخفاقات ضياع مشروع ميناء المياه العميقة الذي غرق في متاهات ضعف الاداء الجهوي و عدم الرغبة المركزية رغم اقرار الجغرافيا بحق بنزرت في احتضانه اضافة الى المطار الذي كان قريبا جدا من اوتيك قبل ان يطير الى وجهة غير معلومة بعد فيما لم تتجاوز مشاريع مصنع السيارات المصفحة و مكونات الطائرات بمنزل بورقيبة مرحلة الفكرة قبل ان تختفي في مدينة عجزت عن بناء مركز فحص فني اما مصانع الادوية بسجنان و الغذائية بجومين فستمثل كالعادة اهم وعود القائمات الانتخابية خلال المحطات القادمة و في الاثناء تتم محاولة فرض مشروع في ماطر كلفته 30 مليون دينار رفضه المجتمع المدني و المتساكنين الذين طالبوا في المقابل بحماية مدينتهم من الفيضانات و تطوير المستشفى المحلي اما في بنزرت المدينة فمن الصعب تصديق ما يحصل لمشروع ملعب 15 اكتوبر الذي مثل طيلة السنوات الماضية ميدانا للسجال السياسي .
◗ساسي الطرابلسي
إضافة تعليق جديد