إقالة غريبة لر.م .ع الخطوط التونسية في «مكتوب سري»..


تزامنا مع ذروة نشاط شركة الخطوط التونسية في شهري جويلية وأوت، قرر امس وزير الدولة للنقل واللوجستيك محمد انور معروف اقالة الرئيس المدير العام للشركة الياس المنكبي عبر مكتوب سري ليعلمه بتعيين بلقاسم الطايع متصرفا مفوضا خلفا له.
وبدت هذه الإقالة غريبة شكلا ومضمونا، باعتبار انها وجهت الى المعني بالامر مباشرة في شكل مكتوب سري والحال ان مثل هذه القرارات يتم نشرها في بلاغ رسمي يكون متاحا للعموم، وحسب منشور حكومي اطلقته الحكومات السابقة حول طريقة تعيين مسؤولين في الوظائف العليا للمؤسسات العمومية، فان عملية التعيين تتم خلال مجالس وزارية تطرح فيها الاسماء المقترحة من الوزير التابع لهذه المؤسسات امام رئيس الحكومة على ان يختار من جهته الاسم الاقدر ويعلن عن تسميته في مرحلة موالية كاتب عام الحكومة.
هذه المراحل التي من المفروض اتباعها في كل قرار تعيين لم يتقيد بها وزير الدولة للنقل واللوجستيك، بل خير بالمقابل طريقا مغايرا عنوانه السرية المطلقة، كما ان الشخص الذي اختاره الوزير لخلافة الرئيس المدير العام للخطوط التونسية ليس عضوا في مجلس ادارة الشركة، والحال ان كل فراغ في هذا المنصب يتعين ان يشغله ولو لفترة محددة احد اعضاء المجلس او ممثل له الى حين انتخاب رئس مدير عام جديد.
اما من حيث المضمون، فقد تضمن مكتوب الاقالة تناقضات على مستوى توجيه دعوة انعقاد مجلس الادارة من قبل الرئيس المدير العام للخطوط التونسية المقال، والحال انه لا يملك الحق في ذلك لان الوزير هو من يدعو الى ذلك ويكون قبل 15 يوما من الموعد المحدد ويكون الاعلان رسميا موجها لكل اعضاء المجلس، وهو ما يؤكد وجود اخلال قانوني. من جهته، رفض الرئيس المدير العام للخطوط التونسية الياس المنكبي الاقالة لانه يعتبرها غير قانونية وهو المسؤول الذي يندرج من المؤسسة العسكرية والاكيد يعرف جيدا الاشكاليات القانونية من هذا النوع، لتتوقف بذلك كل قرارات الاقالة وما تبعها في المكتوب السري الى حين الفصل فيها من قبل رئيس الحكومة.
◗ وفاء بن محمد
إضافة تعليق جديد